تقديم عام: يغطّي العالم العربي أكثر من عُشر مساحة اليابسة (10,2%) حيث يمتدّ على 14.280.774,000 كلم2 ، ويبلغ أقصى إمتداد له 7855 كلم من نواذيبو(موريتانية) على ساحل المحيط الأطلسي غربا إلى جنوب رأس الحدّ (سلطنة عمان) على ساحل المحيط الهندي شرقا أي بين خطّي الطّول17°02’33’’ غربا و59°50’14’’ شرقا؛ و 5585 كلم من شمال زاخو (على الحدود العراقيّة التركيّة) شمالا إلى جنوب موروني أبيجا (جزر القمر) على ساحل المحيط الهندي عند مضيق الموزمبيق جنوبا أي بين خطّي العرض37°22’12’’ شمالا و13°00’09’’ جنوبا .
ويتكوّن العالم العربي من قسمين : جناح إفريقي يمتدّ على 72,39% من المساحة الإجماليّة وآخر آسيوي يغطّي 27,61% المتبقيّة. غير أنّ حدود العالم العربي هي جلّها حدود غير طبيعيّة رسمتها القوى الإستعماريّة الكبرى في القرنين الماضيين، كما أنّ هذه الأخيرة جعلت هذه المساحة الشّاسعة مقسّمة إلى 21 دولة وعدّة أقاليم متنازع عليها وغير محدّدة الهويّة السّياسيّة، وذات مساحات متفاوتة للغاية حيث تتراوح بين 2.505.810 كلم2 في السّودان و 707 كلم2 في البحرين. (راجع جدول أقاليم العالم العربي)
ولكن رغم هذا الوضع، يختصّ العالم العربي بموقع جغرافي متميّز:
* فهو يتوسّط العالم القديم ويمثّل جسرا أرضيا هامّا يربط بين ثلاث قارات هي آسيا وإفريقيا وأوروبا،
* وهو يشرف على ثلاثة أذرع مائيّة هامّة للغاية بالنّسبة إلى الملاحة والتّجارة الدّوليّة : البحر الأبيض المتوسّط والبحر الأحمر وبحر الخليج، كما يتّصل إتّصالا مباشرا ويسيرا بإثنين من أهمّ المسطّحات المائيّة في العالم: المحيط الهندي شرقا والمحيط الأطلسي جنوبا.
ونتيجة لهذا الموقع الجغرافي المتميّز، أدّت هذه الرقعة من العالم، منذ القدم، أدوارا حضاريّة ودينيّة وإقتصاديّة وإزدادت أهميّتها في أواخر القرن التّاسع عشر مع إزدهار الملاحة التّجاريّة وإكتشاف النفط بكميّات ضخمة ممّا أثار أطماع القوى الإستعماريّة الغربيّة التّي بادرت إلى إخضاع معظم أجزائها وإقتسامها إلى مناطق نفوذ. ولا تزال 13,76% من مساحة الأراضي العربية خارج السّيادة الشرعية للحكومات العربيّة. (راجع جدول أقاليم العالم العربي)
1) امتداد السّواحل ودورها في انفتاح العالم العربي على الخارج
تمتدّ سواحل العالم العربي على نحو 24,318 ألف كلم (6,83% من طول سواحل العالم)[1] وتتوزّع بين البحر الأبيض المتوسّط والمحيط الأطلسي والبحر الأحمر والمحيط الهندي والخليج العربي/الفارسي.
وتنقسم السواحل البحريّة العربيّة إلى أربع مجموعات وذلك على النحو التالي[2]:
أ- منطقة الساحل المطلة على المحيط الهندي: وتشمل المسطحات المائية لبحر العرب وخليج عمان والخليج العربي وإقليم عدن. ويبلغ طول السواحل العربية ضمن تلك المجموعة نحو 4,9 ألف كيلومتر، كما تبلغ مساحة جرفها القاري نحو 121 ألف كيلومتر مربع. وتشمل الأقطار المطلة على هذه السواحل كلا من الإمارات، البحرين، السعودية، الصومال ، سلطنة عمان، قطر، العراق ، الكويت واليمن وجزر القمر.
ب- منطقة البحر الأحمر: يقدر طول الساحل العربي في هذه المنطقة بنحو 6,5 ألف كيلومتر، بينما تبلغ مساحة جرفها القاري نحو 189 ألف كيلومتر مربع، والأقطار العربية المطلة على ذلك الساحل تشمل كلا من الأردن، السعودية، السودان، جيبوتي ومصر واليمن.
ج- منطقة البحر الأبيض المتوسط: ويقدر طول ساحلها بنحو 7 ألاف كيلومتر ، بينما تبلغ مساحة جرفها القاري نحو 200 ألف كيلومتر مربع. وتشمل الأقطار العربية المطلة على ذلك الساحل كلا من تونس ، الجزائر ، سوريا ، ليبيا ، فلسطين، لبنان ، المغرب ومصر.
د- منطقة المحيط الأطلسي: ويقدر طول ساحلها العربي بنحو 4 ألاف كيلومتر، ومساحة جرفها القاري يقدر بنحو 94 ألف كيلومتر مربع ويطل عليها كل من موريتانيا والمغرب والصحراء الغربية.
وساهمت هذه السّواحل في انفتاح العالم العربي منذ القدم، انفتاحا تجاريا وبشريا وثقافيا على القارات الثلاثة (آسيا وافريقيا وأوروبا). وترتّب عن هذا الانفتاح نشأة موانئ ومدن ساحليّة أضحت مراكز استقطاب سكّاني واقتصاديّ، على عكس المناطق الدّاخليّة الشّاسعة التّي لم تُحظ بنفس درجة النموّ الاقتصادي. وينفتح العالم العربي على مختلف البحار والمحيطات بواسطة مضائق بحريّة وممرات مائيّة أهمّها قناة السّويس.
2) موقع جغرافي ذو أهميّة استراتيجية كبرى
أ- ممرّات بحريّة استراتيجية:
- مضيق جبل طارق (Détroit de Gibraltar): نقطة عبور رئيسيّة للمواصلات البحرية وهو الممرّ الوحيد بين المحيط الأطلسي والبحر المتوسّط. يبلغ عرضه 14,4 كلم ومتوسّط عمقه 300 متر. وقد ازدادت أهميّته الاستراتيجية بعد افتتاح قناة السّويس سنة 1869 حيث تعبره سنويّا حوالي 900 ألف سفينة (بمعدّل 2.465 سفينة يوميا). وتمثّل ناقلات النّفط ثلث حركة العبور التّجاري.
مستويات العمق في مياه مضيق جبل طارق
- مضيق هرمز (Détroit de Hormuz): أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن، إذ يعبره 20-30 ناقلة نفط يوميا بمعدل ناقلة نفط كل 6 دقائق في ساعات الذروة بحمولة 17 مليون برميل من النفط يوميا(أي 39,5% من حركة الشحن البحري للنفط في العالم سنة 2007). ويعتبر المضيق في نظر القانون الدولي جزءًا من أعالي البحار، ولكل السفن الحق والحرية في المرور فيه ما دام لا يضر بسلامة الدول الساحلية أو يمس نظامها أو أمنها. ونظرا لموقع المضيق الاستراتيجي، فإنه لم يستطع الإفلات عبر التاريخ من الأطماع وصراع الدول الكبرى للسيطرة عليه، فمنذ القرن السابع قبل الميلاد وهو يلعب دوراً دوليا وإقليميا هاما ًأسهم في التجارة الدولية. ومع اكتشاف النفط إزدادت أهمية مضيق هرمز الإستراتيجية نظراً للاحتياطي النفطي الكبير في المنطقة.
- مضيق باب المندب (Détroit Bab el Mandeb): ويصل البحر الأحمر بخليج عدن و المحيط الهندي ويفصل قارة آسيا عن قارة إفريقيا. والمسافة بين ضفتي المضيق هي 30 كم تقريبا من رأس منهالي في الساحل الآسيوي إلى رأس سيان على الساحل الإفريقي. جزيرة بريم تفصل المضيق إلى قناتين: الشرقية منها تعرف باسم باب اسكندر عرضها 3 كم وعمقها 30 . أما القناة الغربية واسمها "دقة المايون" فعرضها 25 كم وعمقها يصل إلى 310 م. وبالقرب من الساحل الإفريقي توجد مجموعة من الجزر الصغيرة يطلق عليها الأشقاء السبعة. وتتأثّر حركة الملاحة في المضيق بعدد السّفن التّي تمرّ عبر قناة السّويس. ولئن حاول الرئيس المصري الراحل جمال عبد النّاصر تأميم الممرّ سنة 1956 (سنة تأميم قناة السّويس باعتبار التّواجد المصري في اليمن حينذاك) يظلّ المضيق تحت سيطرة القوى الغربيّة ولا سيما الحضور الفرنسي في دجيبوتي أحد الدّول المطلّة على هذا الممرّ الذّي يتدفّق عبره نفط الخليج إلى دول أوروبا الغربية حيث يمرّ منه 3,3 مليون برميل يوميا من النفط (7,67% من حركة الشحن البحري للنفط في العالم سنة 2007).
- قناة السّويس (Canal de suez): هي أقصر طريق يربط البحر المتوسّط والبحر الأحمر. وتحقّق هذه القناة وفرا في المسافة بين مينائي طوكيو (اليابان) وروتردام (هولندة) بنسبة 23% مقارنة برأس الرّجاء الصّالح وبنسبة 86% بين مينائي جدّة (السعودية) وكونستانزا (على البحر الأسود). وتؤمّن القناة مرور 10,01% من حجم البضائع المنقولة بحرا في العالم (سنة 2006) رغم تراجع عدد السّفن العابرة لها مقارنة بما كان عليه سنة 1982 (السّنة القياسية منذ إعادة افتتاح القناة في جوان 1975 بعد 8 سنوات من غلقها) من 22,545 ألف سفينة إلى 13,447 ألف سفينة فقط سنة 2002 بسبب زيادة الإعتماد على شبكة الأنابيب في نقل نفط الخليج وبدء إحياء وإنشاء طريق الحرير البرى الذى يربط الصين بدول آسيا الوسطى ومنها إلى دول الإتحاد الأوروبى وزيادة استخدام خط سكة حديد سيبريا (عبر روسيا) لنقل الحاويات بين الشرق الأقصى وشمال غرب أوروبا. لكنّ حركة العبور استأنفت نشاطها بعد تنفيذ جانب هام من مشروعات تطوير القناة حيث بلغ عدد السفن العابرة (سنة 2007) 20,384 ألف سفينة بحمولة إجمالية صافية قدرها 844,4 مليون طن مقابل 444,8 مليون طن (سنة 2002) و 354,9 مليون طن (سنة 1996).
ويتكوّن العالم العربي من قسمين : جناح إفريقي يمتدّ على 72,39% من المساحة الإجماليّة وآخر آسيوي يغطّي 27,61% المتبقيّة. غير أنّ حدود العالم العربي هي جلّها حدود غير طبيعيّة رسمتها القوى الإستعماريّة الكبرى في القرنين الماضيين، كما أنّ هذه الأخيرة جعلت هذه المساحة الشّاسعة مقسّمة إلى 21 دولة وعدّة أقاليم متنازع عليها وغير محدّدة الهويّة السّياسيّة، وذات مساحات متفاوتة للغاية حيث تتراوح بين 2.505.810 كلم2 في السّودان و 707 كلم2 في البحرين. (راجع جدول أقاليم العالم العربي)
ولكن رغم هذا الوضع، يختصّ العالم العربي بموقع جغرافي متميّز:
* فهو يتوسّط العالم القديم ويمثّل جسرا أرضيا هامّا يربط بين ثلاث قارات هي آسيا وإفريقيا وأوروبا،
* وهو يشرف على ثلاثة أذرع مائيّة هامّة للغاية بالنّسبة إلى الملاحة والتّجارة الدّوليّة : البحر الأبيض المتوسّط والبحر الأحمر وبحر الخليج، كما يتّصل إتّصالا مباشرا ويسيرا بإثنين من أهمّ المسطّحات المائيّة في العالم: المحيط الهندي شرقا والمحيط الأطلسي جنوبا.
ونتيجة لهذا الموقع الجغرافي المتميّز، أدّت هذه الرقعة من العالم، منذ القدم، أدوارا حضاريّة ودينيّة وإقتصاديّة وإزدادت أهميّتها في أواخر القرن التّاسع عشر مع إزدهار الملاحة التّجاريّة وإكتشاف النفط بكميّات ضخمة ممّا أثار أطماع القوى الإستعماريّة الغربيّة التّي بادرت إلى إخضاع معظم أجزائها وإقتسامها إلى مناطق نفوذ. ولا تزال 13,76% من مساحة الأراضي العربية خارج السّيادة الشرعية للحكومات العربيّة. (راجع جدول أقاليم العالم العربي)
1) امتداد السّواحل ودورها في انفتاح العالم العربي على الخارج
تمتدّ سواحل العالم العربي على نحو 24,318 ألف كلم (6,83% من طول سواحل العالم)[1] وتتوزّع بين البحر الأبيض المتوسّط والمحيط الأطلسي والبحر الأحمر والمحيط الهندي والخليج العربي/الفارسي.
وتنقسم السواحل البحريّة العربيّة إلى أربع مجموعات وذلك على النحو التالي[2]:
أ- منطقة الساحل المطلة على المحيط الهندي: وتشمل المسطحات المائية لبحر العرب وخليج عمان والخليج العربي وإقليم عدن. ويبلغ طول السواحل العربية ضمن تلك المجموعة نحو 4,9 ألف كيلومتر، كما تبلغ مساحة جرفها القاري نحو 121 ألف كيلومتر مربع. وتشمل الأقطار المطلة على هذه السواحل كلا من الإمارات، البحرين، السعودية، الصومال ، سلطنة عمان، قطر، العراق ، الكويت واليمن وجزر القمر.
ب- منطقة البحر الأحمر: يقدر طول الساحل العربي في هذه المنطقة بنحو 6,5 ألف كيلومتر، بينما تبلغ مساحة جرفها القاري نحو 189 ألف كيلومتر مربع، والأقطار العربية المطلة على ذلك الساحل تشمل كلا من الأردن، السعودية، السودان، جيبوتي ومصر واليمن.
ج- منطقة البحر الأبيض المتوسط: ويقدر طول ساحلها بنحو 7 ألاف كيلومتر ، بينما تبلغ مساحة جرفها القاري نحو 200 ألف كيلومتر مربع. وتشمل الأقطار العربية المطلة على ذلك الساحل كلا من تونس ، الجزائر ، سوريا ، ليبيا ، فلسطين، لبنان ، المغرب ومصر.
د- منطقة المحيط الأطلسي: ويقدر طول ساحلها العربي بنحو 4 ألاف كيلومتر، ومساحة جرفها القاري يقدر بنحو 94 ألف كيلومتر مربع ويطل عليها كل من موريتانيا والمغرب والصحراء الغربية.
وساهمت هذه السّواحل في انفتاح العالم العربي منذ القدم، انفتاحا تجاريا وبشريا وثقافيا على القارات الثلاثة (آسيا وافريقيا وأوروبا). وترتّب عن هذا الانفتاح نشأة موانئ ومدن ساحليّة أضحت مراكز استقطاب سكّاني واقتصاديّ، على عكس المناطق الدّاخليّة الشّاسعة التّي لم تُحظ بنفس درجة النموّ الاقتصادي. وينفتح العالم العربي على مختلف البحار والمحيطات بواسطة مضائق بحريّة وممرات مائيّة أهمّها قناة السّويس.
2) موقع جغرافي ذو أهميّة استراتيجية كبرى
أ- ممرّات بحريّة استراتيجية:
- مضيق جبل طارق (Détroit de Gibraltar): نقطة عبور رئيسيّة للمواصلات البحرية وهو الممرّ الوحيد بين المحيط الأطلسي والبحر المتوسّط. يبلغ عرضه 14,4 كلم ومتوسّط عمقه 300 متر. وقد ازدادت أهميّته الاستراتيجية بعد افتتاح قناة السّويس سنة 1869 حيث تعبره سنويّا حوالي 900 ألف سفينة (بمعدّل 2.465 سفينة يوميا). وتمثّل ناقلات النّفط ثلث حركة العبور التّجاري.
مستويات العمق في مياه مضيق جبل طارق
- مضيق هرمز (Détroit de Hormuz): أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن، إذ يعبره 20-30 ناقلة نفط يوميا بمعدل ناقلة نفط كل 6 دقائق في ساعات الذروة بحمولة 17 مليون برميل من النفط يوميا(أي 39,5% من حركة الشحن البحري للنفط في العالم سنة 2007). ويعتبر المضيق في نظر القانون الدولي جزءًا من أعالي البحار، ولكل السفن الحق والحرية في المرور فيه ما دام لا يضر بسلامة الدول الساحلية أو يمس نظامها أو أمنها. ونظرا لموقع المضيق الاستراتيجي، فإنه لم يستطع الإفلات عبر التاريخ من الأطماع وصراع الدول الكبرى للسيطرة عليه، فمنذ القرن السابع قبل الميلاد وهو يلعب دوراً دوليا وإقليميا هاما ًأسهم في التجارة الدولية. ومع اكتشاف النفط إزدادت أهمية مضيق هرمز الإستراتيجية نظراً للاحتياطي النفطي الكبير في المنطقة.
- مضيق باب المندب (Détroit Bab el Mandeb): ويصل البحر الأحمر بخليج عدن و المحيط الهندي ويفصل قارة آسيا عن قارة إفريقيا. والمسافة بين ضفتي المضيق هي 30 كم تقريبا من رأس منهالي في الساحل الآسيوي إلى رأس سيان على الساحل الإفريقي. جزيرة بريم تفصل المضيق إلى قناتين: الشرقية منها تعرف باسم باب اسكندر عرضها 3 كم وعمقها 30 . أما القناة الغربية واسمها "دقة المايون" فعرضها 25 كم وعمقها يصل إلى 310 م. وبالقرب من الساحل الإفريقي توجد مجموعة من الجزر الصغيرة يطلق عليها الأشقاء السبعة. وتتأثّر حركة الملاحة في المضيق بعدد السّفن التّي تمرّ عبر قناة السّويس. ولئن حاول الرئيس المصري الراحل جمال عبد النّاصر تأميم الممرّ سنة 1956 (سنة تأميم قناة السّويس باعتبار التّواجد المصري في اليمن حينذاك) يظلّ المضيق تحت سيطرة القوى الغربيّة ولا سيما الحضور الفرنسي في دجيبوتي أحد الدّول المطلّة على هذا الممرّ الذّي يتدفّق عبره نفط الخليج إلى دول أوروبا الغربية حيث يمرّ منه 3,3 مليون برميل يوميا من النفط (7,67% من حركة الشحن البحري للنفط في العالم سنة 2007).
- قناة السّويس (Canal de suez): هي أقصر طريق يربط البحر المتوسّط والبحر الأحمر. وتحقّق هذه القناة وفرا في المسافة بين مينائي طوكيو (اليابان) وروتردام (هولندة) بنسبة 23% مقارنة برأس الرّجاء الصّالح وبنسبة 86% بين مينائي جدّة (السعودية) وكونستانزا (على البحر الأسود). وتؤمّن القناة مرور 10,01% من حجم البضائع المنقولة بحرا في العالم (سنة 2006) رغم تراجع عدد السّفن العابرة لها مقارنة بما كان عليه سنة 1982 (السّنة القياسية منذ إعادة افتتاح القناة في جوان 1975 بعد 8 سنوات من غلقها) من 22,545 ألف سفينة إلى 13,447 ألف سفينة فقط سنة 2002 بسبب زيادة الإعتماد على شبكة الأنابيب في نقل نفط الخليج وبدء إحياء وإنشاء طريق الحرير البرى الذى يربط الصين بدول آسيا الوسطى ومنها إلى دول الإتحاد الأوروبى وزيادة استخدام خط سكة حديد سيبريا (عبر روسيا) لنقل الحاويات بين الشرق الأقصى وشمال غرب أوروبا. لكنّ حركة العبور استأنفت نشاطها بعد تنفيذ جانب هام من مشروعات تطوير القناة حيث بلغ عدد السفن العابرة (سنة 2007) 20,384 ألف سفينة بحمولة إجمالية صافية قدرها 844,4 مليون طن مقابل 444,8 مليون طن (سنة 2002) و 354,9 مليون طن (سنة 1996).
ولئن ظلّ النفط أهمّ السّلع العابرة للقناة حيث يتدفّق عبرها 10,46% من حجم النفط المنقول بحرا عبر العالم (سنة 2007)؛ فقد تراجع نصيب النفط من حجم حمولة السفن العابرة للقناة من 38,63% (سنة 1990) إلى 17,01% (سنة 2007) [144,262 مليون طن سنة 2007]. ولئن ارتفعت عائدات قناة السّويس من 1,7 مليار دولار (سنة 1991) إلى 4,17 مليار دولار (سنة 2007) فقد تراجعت مساهمتها في إجمالي مداخيل الخدمات في مصر من 23,76% إلى 20,43% خلال نفس الفترة.
ب- الأهميّة الاستراتيجية للنفط العربي: يحتضن باطن العالم العربي 50,3% من الإحتياطي المؤكّد من النفط في العالم (عند مطلع سنة 2008) [ 669,69 مليار برميل] و29,1% من الإحتياطي المؤكّد من الغاز الطّبيعي في العالم (عند مطلع سنة 2008) [ 54722 مليار متر3]. ويوفّر العالم العربي 26,1% من الإنتاج العالمي من النفط الخام (سنة 2007) [22,417 مليون برميل/ي] و 13,1% من الإنتاج العالمي من الغاز المسوّق (سنة 2006) [386,838 مليار متر3].
ب- الأهميّة الاستراتيجية للنفط العربي: يحتضن باطن العالم العربي 50,3% من الإحتياطي المؤكّد من النفط في العالم (عند مطلع سنة 2008) [ 669,69 مليار برميل] و29,1% من الإحتياطي المؤكّد من الغاز الطّبيعي في العالم (عند مطلع سنة 2008) [ 54722 مليار متر3]. ويوفّر العالم العربي 26,1% من الإنتاج العالمي من النفط الخام (سنة 2007) [22,417 مليون برميل/ي] و 13,1% من الإنتاج العالمي من الغاز المسوّق (سنة 2006) [386,838 مليار متر3].
ويزوّد العالم العربي القوى الصّناعية الكبرى بنسبة هامّة من حاجاتها النّفطية. حيث يوفّر 22,25% من الواردات النفطية للولايات المتحدة الأمريكية (2007) و 35,10% من واردات أوروبا 80,46% من واردات اليابان النفطية (سنة 2007). ويفسّر هذا الوزن الاستراتيجي للنفط العربي سعي القوى العظمى إلى السيّطرة على مناطق الاستخراج والتحكّم في طرق التزوّد بالنفط العربي. ويتّخذ هذا التدخّل أشكالا اقتصادية وسياسية وعسكريّة أحيانا حيث تنتشر القواعد والتسهيلات العسكرية الغربية والأمريكية بالخصوص في المنطقة العربية. فبحلول شهر مارس 2008 انتشر 205,301 ألف جندي أمريكي في المنطقة وحولها منهم 195 ألف في العراق و4741 جندي على ظهر سفن الأسطولين الخامس والسادس [منهم15 جندي في تونس بما فيهم 6 من المارينز] فضلا عن 6670 بريطانيا 2850 فرنسيا و2038 ألمانيا و1400 أستراليا و210 يابانيا وعدى قوات حفظ السلام وقوامها 33,330 ألف جندي (2007).
خاتمة: يستمدّ العالم العربي من موقعه الجغرافي مزايا عديدة، من بينها اشرافه على أهمّ المسطّحات والممرات المائية الحيوية. وازدادت الأهميّة الاستراتيجية لهذا الموقع عقب اكتشاف مدّخرات هائلة من النفط في المنطقة. لكنّ هذه المزايا لا تشمل كلّ أقاليم وبلدان العالم العربي على قدم المساواة. كما لا يخلو المجال العربي من ضغوطات طبيعيّة كثيرة.
خاتمة: يستمدّ العالم العربي من موقعه الجغرافي مزايا عديدة، من بينها اشرافه على أهمّ المسطّحات والممرات المائية الحيوية. وازدادت الأهميّة الاستراتيجية لهذا الموقع عقب اكتشاف مدّخرات هائلة من النفط في المنطقة. لكنّ هذه المزايا لا تشمل كلّ أقاليم وبلدان العالم العربي على قدم المساواة. كما لا يخلو المجال العربي من ضغوطات طبيعيّة كثيرة.
[1] دون إعتبار طول سواحل ارتريا (2.234 كلم) واسرائيل (273 كلم) وجزيرة مايوت (185,2 كلم) وبضمها يصبح طول السواحل العربية 27,010 ألف كلم (7,59% من طول سواحل العالم) وفق بيانات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (2008).
[2] http://www.aoad.org/foods/specific/resource/fish%20resource.htm
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق